سورة القلم - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (القلم)


        


{ن} أقسم بالحوت الذي على ظهره الأرضُ. {والقلم} يعني: القلم الذي خلقه الله تعالى، فجرى بالكائنات إلى يوم القيامة {وما يسطرون} أَيْ: وما تكتب الملائكة.
{ما أنت بنعمة ربك} بإنعامه عليك بالنُّبوِّة {بمجنون} أَيْ: إِنَّك لا تكون مجنوناً وقد أنعم الله عليك بالنُّبوَّة، وهذا جوابٌ لقولهم: {وقالوا يا أيها الذي نُزِّل عليه الذِّكر إنَّك لمجنونٌ} {وإنَّ لك لأجراً غير ممنون} غير مقطوعٍ ولا منقوصٍ.


{وإنك لعلى خلق عظيم} أَيْ: أنت على الخُلُقِ الذي أمرك الله به في القرآن.
{فستبصر} يا محمد {ويبصرون} أَيْ: المشركون الذي رموه بالجنون.
{بأييكم المفتون} الفتنة، أَبِكَ أم بهم.
{فلا تطع المكذبين} فيما دعوك إليه من دينهم.
{وَدُّوا لو تدهن فيدهنون} تلين فيلينون لك.
{ولا تطع كلَّ حلاَّفٍ} كثير الحلف بالباطل، أَيْ: الوليد بن المغيرة {مهين} حقير.
{همَّاز} عيَّابٍ {مشَّاء بنميم} سَاعٍ بين النَّاسِ بالنَّميمة.
{مناع للخير} بخيلٍ بالمال عن الحقوق {معتد} مجاوزٍ في الظُّلم {أثيم} آثمٍ.
{عتل} جافٍ غليظٍ {بعد ذلك} مع ما ذكرنا من أوصافه {زنيم} مُلحَقٍ بقومه وليس منهم.
{إن كان} لأن كان {ذا مال وبنين} يُكذِّب بالقرآن. وهو قوله: {إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين} والمعنى: أَيجعل مُجازاة نعمة الله عليه بالمال والبنين الكفر بآياتنا؟
{سنسمه على الخرطوم} سنجعل على أنفه علامةً باقيةً ما عاش، نخطم أنفه بالسَّيف يوم بدرٍ.


{إنا بلوناهم} امتحنا أهل مكَّة بالقحط والجوع {كما بلونا أصحاب الجنة} كما امتحنَّا أصحاب البستان بإحراقها وذهاب قوتهم منها، وكانوا قوماً بناحية اليمن، وكان لهم أبٌ وله جنَّةٌ كان يتصدَّق فيها على المساكين، فلمَّا مات قال بنوه: نحن جماعةٌ، وإنْ فعلنا ما كان يفعل أبونا ضاق علينا الأمر، فحلفوا ليقطعنَّ ثمرها بسدفةٍ من اللَّيل كيلا يشعر المساكين فيأتوهم، وهو قوله: {إذْ أقسموا ليصرمنها مصبحين}.
{ولا يستثنون} ولا يقولون إن شاء الله.
{فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون} أَيْ: أنزل الله عليها ناراً أحرقتها.
{فأصبحت كالصريم} كاللَّيل المُظلم سوداء.
{فتنادوا مصبحين} نادى بعضهم بعضاً لمَّا أصبحوا ليخرجوا إلى الصِّرام، وهو قوله: {أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين} قاطعين الثَّمر.
{فانطلقوا} ذهبوا إليها {وهم يتخافتون} يتسارُّون الكلام بينهم.
ب {ألا يدخلنها اليوم عليكم مسكين}.
{وغدوا على حرد} قصدٍ وجدٍّ {قادرين} عند أنفسهم على ثمر الجنَّة.
{فلما رأوها} سوداء محترقةً {قالوا إنَّا لضالون} مُخطئون طريقنا، وليست هذه جنَّتنا، ثمَّ علموا أنَّها عقوبةٌ من الله تعالى فقالوا: {بل نحن محرومون} حُرمنا ثمر جنَّتنا بمنعنا المساكين.

1 | 2